صحة ووقاية

أدوية التنحيف حذارِ الاستعمال العشوائي!!
إعداد: باسكال معوّض بومارون

باسكال معوّض بومارون

 

باتت أدوية التنحيف موضة العصر يستخدمها الجميع، إلّا أنّ هذه الأدوية تثير جدلًا كبيرًا في الأوساط الطبية، كونها استُحدثت في الأساس كعلاجٍ لمشاكل صحية حقيقية وليس لإنقاص الوزن فحسب. ويتوقّع الاتحاد العالمي لمكافحة السمنة أن يصل معدّل الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة إلى نصف سكان العالم بحلول العام 2035. وتُعقد آمالٌ كبيرة على الجيل الجديد من هذه الأدوية، التي تجني منها المختبرات والشركات أرباحًا طائلة…

نظرًا لتأثير السمنة السلبي على صحة الجسم البدنية والنفسية، ومضاعفتها لأخطار الإصابة بالعديد من الأمراض وأهمها أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، ينبغي اللجوء أحيانًا لاستخدام أحد أدوية علاج السمنة قبل تفاقم حالة المريض. ويعتمد اختيار أفضل دواء للتنحيف بشكلٍ كبير على عدة عوامل، منها: سن المريض، المشاكل الصحية التي يعانيها، وزيادة مؤشر كتلة الجسم عن 30 ما يدل على السمنة، أو عن 27 مع وجود مشكلة صحية خطيرة متعلقة بالسمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم. كما يوصي الطبيب بأحد أدوية التنحيف إذا لم يكن المريض قادرًا على تخفيض وزنه من خلال النظام الغذائي السليم وممارسة التمارين الرياضية المناسبة.

 

أنواع أدوية علاج السمنة
تتوافر العديد من الحبوب والأدوية بمختلف أشكالها والمكمّلات ذات المكونات الطبيعية التي يُعتقد بأنها تحفّز خسارة الوزن عند استهلاكها، إلى جانب اتباع طرق أخرى مثل التزام حمية غذائية، وممارسة التمارين الرياضية؛ وتعتمد هذه الأدوية والمُكملات على عدّة مبادئ وتتنوّع ما بين:
1 – أدوية الحدّ من الشهية التي تعمل على تقليل الشهية أو زيادة الشعور بالشبع.
2 – معوّقات امتصاص الدهون في الجسم.
3 – محفّزات الحرارة التي تزيد معدل حرق الدهون في الجسم بهدف تخفيض كمية السعرات الحرارية المكتسبة.
4 – تعديل الهرمونات المسؤولة عن الوزن والشهية.
ويتم الترويج لبعض المكمّلات الغذائية أو مستخلصات الأعشاب على أنّها تساهم في خسارة الوزن وحرق الدهون، ولكن لا توجد أدلّة علميّة كافية لتأكيد ذلك، لذا يُنصح بتجنّب تناول أي أدوية تنحيف بشكلٍ عشوائي، والحرص على التأكّد من كونها مُرخّصة من قبل إدارة الغذاء والدواء.

 

المدة المسموحة لاستهلاك أدوية التنحيف

للحصول على نتائج واضحة، يحتاج مستخدمو أدوية التنحيف إلى فترة زمنية من الالتزام إلى جانب نظام غذائي صارم وممارسة الرياضة؛ وبشكلٍ عام تختلف مدة استخدامها بالاعتماد على أنواعها. وجدير بالذكر أنّ «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» FDA وافقت على استخدام أنواع محدودة من هذه الأدوية وقسّمتها إلى نوعين بحسب هذه المدة: الأولى يمكن استخدامها لفترة طويلة طالما تتحقّق الفائدة منها، وأخرى تستخدم لفتراتٍ قصيرة قد تصل إلى 12 أسبوعًا فقط، وذلك لتجنّب اعتماد الجسم عليها.

 

فوائد الأدوية…

إنّ خسارة الوزن خلال الستة أشهر الأولى من بدء تناول الدواء مفيدة للأشخاص غير القادرين على ممارسة الرياضة، أو الذين يعانون قلة الحركة، أو فقدوا الأمل من خسارة الوزن رغم اتباعهم كل السبل الممكنة. وهذه الأدوية عند استعمالها في الإطار الصحيح، تُسهم في خفض مستويات السكر والدهون الثلاثيّة، وضغط الدم، والتخفيف من المشاكل الصحيّة المصاحبة لزيادة الوزن والسمنة، كصعوبة التنفس أثناء النوم وآلام المفاصل… ونتائج العلاج بهذه الأدوية بطريقةٍ صحيحة يعادل نتيجة العمليات الجراحية لعلاج البدانة.

 

وأضرارها…

تختلف أضرار أدوية التنحيف باختلاف مبدأ عملها، إذ تتراوح ما بين جانبية بسيطة إلى أخرى خطيرة، ولهذا من المهم مناقشة الخيارات العلاجية بالتفصيل مع الطبيب المسؤول، خصوصًا وأنّ معظم هذه الأدوية يحتاج إلى وصفة طبية، نظرًا لآثارها السلبية أو تفاعلها مع الأدوية الأخرى. وتُستخدم معظم هذه الأدوية كجزءٍ من برنامج شامل لفقدان الوزن، يتضمّن تغييرات في نمط الحياة مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

وفي هذا السياق يجب أخذ عوامل عدة بعين الاعتبار، ومنها:
1 – ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب: يمكن أن تزيد بعض أدوية التنحيف معدل ضربات القلب أو تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، ما يُعدّ خطرًا على الأشخاص الذين يعانون مشاكل صحية.
2 – مشاكل في الجهاز الهضمي: يمكن أن تسبّب هذه الأدوية الآلام في المعدة، الإسهال، الإمساك، الغثيان، وصولًا إلى التقيؤ المتكرر.
3 – التأثير على الأعضاء الحيوية: يؤثّر استخدامها لفترات طويلة سلبًا على الكبد والكلى، كما يؤدّي إلى نقصٍ في العناصر الغذائية الأساسية في الجسم.
4 – الآثار النفسية: بعض هذه الأدوية قد يثير التوتر، القلق، أو التغيرات في المزاج، وقد يؤثر أيضًا على النوم.
ومن الضروري التنبّه إلى أنّ أضرار هذه الأدوية تختلف بحسب نوعها وتأثيرها، كما أنّ تناولها من قبل بعض الفئات يرتبط ببعض المحاذير، وهذا شأن المصابين بمشاكل في القلب أو الكبد أو ارتفاع ضغط الدم، أو الغدة الدرقية، أو الماء الأزرق في العين؛ كما أنّ بعضها يتعارض مع أدوية الاضطرابات النفسية.

 

إقبال بعد الأعياد

يؤكّد عدد من الصيادلة أنّ شراء أدوية التنحيف يتزايد بشكلٍ كبير بعد الأعياد في محاولة لتخفيف تداعيات تناول الأطعمة الدسمة. وفي هذا السياق يشير الصيدلي جورج نصّار إلى أنّ معظم هذه الأدوية يُباع من دون وصفة طبية، لأنّ غالبيتها أدوية للأمراض المزمنة كالسكري. وقد زاد الطلب عليها في الآونة الأخيرة، ونحن كصيادلة، نحرص دومًا على تنبيه الزبائن إلى خطورة تناول هذه الأدوية الخاصة بحالات معيّنة، من دون سببٍ صحي موجب.
مؤشر كتلة الجسم
من المتعارف عليه أن تتم عملية قياس زيادة الوزن أو السمنة من خلال مؤشر كتلة الجسم المعروف بالـBMI؛ وهو عبارة عن ناتج قسمة وزن الجسم بالكيلوغرام على مربّع الطول بالمتر. ويعتبر الوزن زائدًا عندما تكون قيمة المؤشر بين 25 و30، بينما يصبح تعريف الحالة على أنّها «سمنة» عندما يتجاوز المؤشر الـ30.
المعادلة: الوزن(كلغ)/ الطول² (المتر)
نقص في الوزن: BMI أقل من 18.5
وزن سليم: بين 18.5 و24.9
وزن زائد: بين 25 و29.9
سمنة: من 30 وما فوق.