- En
- Fr
- عربي
تسلح وتكنولوجيا
كشفت وزارة الدفاع الأميركية - البنتاغون أنها تعاقدت مع شركة "نورثروب غرومان" لتطوير جيل جديد من الأسلحة الليزرية والشعاعية لحماية المطارات من صواريخ أرض جو، التي تطلق من الكتف وتنطلق بسرعة تفوق سرعة الصوت، مشكّلة تحدياً تقنياً في حال محاولة مقاومتها واسقاطها. ويعتبر سلاح الليزر الأفضل في هذا المجال لحماية الأجواء لحظة إقلاع الطائرات أو هبوطها، لذلك ولد نظام "هورنيت" الليزري لحماية المطارات من الأعمال العسكرية العدائية.
الأسلحة الشعاعية واللايزرية
أكد بات كاريواتا نائب رئيس شركة "نورثروب" للدفاع الصاروخية أن شركته قامت بأبحاث متعددة نقلت نتائجها الى المسؤولين في سلاح الجو الأميركي والقيمين الآخرين على الأمن القومي، فتبين أن سلاح "هورنيت" مع الأسلحة الشاعية الأخرى هي أسلحة المستقبل. لذا تعتقد شركة "نورثروب" أنه من شأن وحدة أو وحدتين من سلاح "هورنيت"، حماية قاعدة عسكرية كاملة تمتد على مساحة لا بأس بها، أو مطاراً مدنياً كبيراً. وبالإمكان تركيب "هورنيت" على قاعدة ثابتة، أو على منصات متنقلة مثل الشاحنات الصغيرة لكي تتصدي لأكثر من صاروخ واحد يطلق في الوقت ذاته لأنه قادر على إطلاق رشقات أو زخات من النبضات الشعاعية القاتلة في كافة الإتجاهات، مع القدرة على تقرير أي الأهداف هي الأهم لإعطائها الأولوية في التعامل معها. ومن شأن البرامج الكومبيوترية المعقدة التي جرى تطويرها جعل هذا السلاح المتطوّر يتعامل مع الهدف أو الأهداف بطريقة أوتوماتيكية بإشراف بشري طبعاً منعاً للحوادث. وهذا ما أثبتته التجارب التي أجريت على صواريخ كاتيوشا عام 2000.
وتزامناً مع ذلك كشف المسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن خطط أخرى في ما يتعلق بالأسلحة الليزرية، وكيفية إطالة مداها وتحويل مسارها عن طريق مرايا خاصة معلقة في أسفل مناطيد تحلّق على ارتفاعات شاهقة جداً (24 كيلومتراً)، حيث تنعكس عليها في اتجاه آخر. ويقوم سلاح الجو الأميركي ووكالة الدفاع الصاروخية، بالبحث في الإيجابيات الناجمة عن هذا النظام الذي سيجرب في عام 2006 للدفاع ضد الصواريخ الكبيرة العابرة للقارات والصواريخ الجوّالة (كروز)، وحتى الطائرات المعادية. وستكون التجربة الأولى على شكل توجيه نبضة ليزر منخفضة القوة (500 واط) من قاعدة في هاواي الى مرايا معلقة تحت منطاد لاعادة عكسها وتوجيهها الى أجسام متحركة في الفضاء، كجزء من اختبارات أكثر قوة وتعقيداً في المستقبل بهدف اعتراض صواريخ عابرة فوق المحيط الهادي. ويؤكد كبار الخبراء في البنتاغون أن مثل هذه الأسلحة الشعاعية والطاقة المركزة على مختلف أنواعها، ستظهر في ساحات المعارك خلال العقد المقبل بكل تأكيد، وأن المرايا المعلقة في المناطيد ستزيد من مداها وتؤمن الزوايا الصعبة التي لا تكون عادة في مجال الرؤية المستقيمة. وسيكون بإمكان مثل هذه الأسلحة المتطورة التي هي الآن جزء من الخيال العلمي، التعامل مع أهداف جوية وفضائية وبرية وبحرية. ويأمل البنتاغون أن يطور هذه المرايا أكثر ويجعلها عبارة عن تلسكوبين فتحة كل منهما بقطر 75 سنتيمتراً، أحدهما لتلقي الأشعة، والآخر لإعادة توجيهها. وتكون هذه المرايا والتسلكوبات معلقة على مسافة 50 متراً تحت المركبة الهوائية أو المنطاد، كما أعلن دونالد واسبرن الذي يدير برامج الطاقة الموجهة في مختبرات أبحاث سلاح الجو الأميركي الواقعة في قاعدة كيرتلاند في ولاية نيو مكسيكو، حيث تبذل عناية خاصة لتجنب إصابة المنطاد وتدميره بالأشعة بدلاً من المرايا المعلقة تحته في حال حصول خطأ في التسديد. من هنا سيكون التركيز على أجهزة الكمبيوتر وبرمجياته لتحسين العملية برمتها، وخصوصاً في ما يتعلق باستيعاب الهدف وضربه من مسافات شاسعة.
أسلحة النبضات والموجات
لقد بدأت تنكشف في الفترة الأخيرة بعض جوانب هذه التجارب، والجانب الأكثر إثارة هو ما يتعلق بتطبيقات التكنولوجيا فائقة الدقة - نانو تكنولوجي(Nano Technology) أو تكنولوجيا الجزئيات المتناهية الدقة، من خلال إحداث تغيير حاد في بعض أنواع الموجات مثل موجات الليزر والموجات الكهروبصرية والموجات الصوتية، لإنتاج موجات عالية الطاقة ذات تأثيرات غير محدودة وغير محددة، مع القدرة على انتاجها في شكل حزم كثيفة، وتوجيهها الى أهدافها بدقة متناهية. ويطلق على الوسائل المستخدمة في هذا المجال اصطلاح أسلحة النبضات والموجات. وتعمل المؤسسة العسكرية الأميركية بالتعاون مع المراكز التعليمية المتخصصة، والشركات الكبرى على تطوير ثلاث مجموعات رئيسية منها. المجموعة الأولى أسلحة الليزر عالي الطاقة، الذي يتم انتاجه كيميائياً من خلال عملية هدرجة الفلوريد للحصول على أشعة ليزر ذات طاقة عالية (ميجاواتية) يمكن التحكم في توجيهها الى أهداف بعيدة بدقة متناهية لتصل إليها بسرعة الضوء وتدمرها تدميراً كاملاً. وهي تحقق أداء تكتيكياً فائق القدرة في مسرح العمليات، وتقدم نظاماً دقيقاً لاكتشاف الأهداف وتحديد مواقعها والاشتباك معها، وكذلك التعامل مع الأهداف العسكرية الموجودة في المناطق الكثيفة السكان والمنشآت المدنية وإصابتها بدقة، والتعامل أيضاً مع الأهداف المخفية في الملاجئ والكهوف والأنفاق. ووحدات الليزر التكتيكي يمكن تشغيلها من قواعد أرضية ثابتة أو محمولة على مركبات أو على طائرات هليكوبتر، ومنه ما يمكن حمله بواسطة الأفراد خصوصاً أفراد القوات الخاصة، لتحديد أماكن الأهداف الصغيرة وتوجيه القنابل الذكية إليها أو لتدميرها مباشرة بواسطة شعاع ليزر عالي الطاقة يعرف باسم الذخيرة الصامتة. المجموعة الثانية من أسلحة الثورة التكنولوجية هي الأسلحة الصوتية (Acoustic Weapons)، وتعتمد على إنتاج حزم من الموجات الصوتية المركزة ذات شدة صوت فائقة، مع إمكانية التحكم في توجيهها من دون أن تنتشر في كل الاتجاهات مثل الموجات الصوتية العادية بحيث تصبح وكأنها طلقة صوتية. المجموعة الثالثة، نظام سلاح طاقة الليرز المرتفعة التكتيكي Technical High Energy Laser المكوّن من ثلاث مستودعات قابلة للنقل مخصصة للتحكم والأوامر والإتصال، وتحتوي على رادار يتحكم بالإطلاق ونظام للملاحقة والرصد وجهاز لاطلاق أشعة ديتوريوم فلورايد ليزر (إحدى أنواع أشعة ليزر).
يعمل هذا النظام THEL) ) حين يرصد الرادار التابع له الصاروخ المعادي فيقوم جهاز الملاحقة والرصد بمتابعة حركة الصاروخ عبر الأشعة ما تحت الحمراء، وما أن يدخل في مجال عمل النظام فإنه يتعرض مباشرة الى إشعاع ديوتوريوم فلورايد ليزر فينفجر في الجو من دون أن يصيب هدفه الأرضي. ولا تأخذ هذه العملية سوى وقت بسيط لا يتعدى بضع ثوان. وكل تلك الأسلحة تعتمد في تشغيلها بشكل أساسي على التحكم من بعد (Remotly) كما أنها تؤدي الى تأثيرات غير مسبوقة بالنسبة للحروب، تأثيرات تتسم بالشمول بالنسبة لمنطقة الهدف وفي الوقت نفسه لا ينتج عنها تأثيرات على البيئة المحيطة بها وليس لها صفة الاستمرار مثل التلوث الإشعاعي أو الكيماوي أو البيولوجي.
إنها فعلاً أسلحة المستقبل، لكن هل تتكفل بالحماية؟
المراجع
- الشرق الأوسط، 7/10/2003 و4/11/2003.
- مركز الدراسات الاستراتيجية.
- مؤسسة التكنولوجيا الأميركية.
- وكالة بحوث المشاريع الدفاعية المتقدمة.
- الأهرام المصرية، العدد 98/ شباط 2003.
- الحياة 2/7/2003.
- السفير 29 تشرين الأول 2003.