كلمة

إخوة السلاح
إعداد: العميد حسين غدار

تتميز المؤسسات المختلفة، سواء المؤسسات العامة أو الشركات الخاصة أو المنظمات، بالروابط التي تنشأ بين الزملاء الذين يعملون لتحقيق أهداف مؤسستهم وإعلاء شأنها بالتوازي مع تحقيق طموحاتهم. لكنْ هناك رابط يتجاوز كل ما سواه بحيث يُعدُّ بمنزلة الأخُوّة، فيولَد ويتعزز ويُصْقَل في ظل ظروف صعبة وقاسية تستلزم الشجاعة وتوجب اعتماد الفرد على رفيقه، ألا وهو رابط الدم بين إخوة السلاح في الجيش.
هذه العلاقة الاستثنائية ليست مجرد صلة بين الزملاء، إنها علاقة راسخة في عمق الوجدان، ومبنية على تجربة مشتركة تخللها بذل الدم والعرق والتضحية. هو رابط الدم لأن كلًّا من العسكريين على استعداد لبذل حياته من أجل رفيقه، وهو رابط التضحية لأن الجنود يتخلون عن وسائل الراحة ويتحملون الصعاب من أجل المؤسسة والوطن، وهو رابط الثقة بالرفاق وبالقيادة في كل ما ينفَّذ من أوامر. وكثيرًا ما يجري ذلك في خضم المعركة أو المهمات الأمنية حيث يعتمد الجنود بعضهم على بعض ويصبح كل منهم حاميًا لرفيق سلاحه ومسؤولًا عن نجاح وحدته. هؤلاء الإخوة لا يتشاركون تحديات المهمة فحسب، إنما مشقات التدريب، ولوازم الانضباط، والحياة في المراكز التي قد تكون نائية بحيث يبتعد العسكري عن عائلته أثناء الخدمة، فيغدو رفاق سلاحه عائلة له.
يمتد هذا الرابط إذًا إلى كل جانب من جوانب حياة الجندي، فيخلق أخُوّة بين العسكريين الذين يفهمون المعنى الحقيقي للشرف والتضحية والوفاء، بل إن أثره يتخطى الزمان والمكان،فهو يجعل من جميع عسكريي الجيش الحاليين والسابقين رفاق سلاح تجمعهم البزة العسكرية.
وإذ نحتفل بالعيد التاسع والسبعين للجيش، نستذكر الرابط الاستثنائي الذي يوحّد عسكريينا، ونعتز بالشجاعة والتفاني اللذَين يعززان هذا الرابط، ونجدد التزامنا بخدمة وطننا حتى الرمق الأخير، فيما تبذل القيادة أقصى طاقاتها لدعم هؤلاء الشجعان الذين يجسدون جوهر التضحية، وينظرون إلى المؤسسة كعائلة لهم، ويربّون أبناءهم على قيمها ومبادئها.
العميد حسين غدار
مدير التوجيه