- En
- Fr
- عربي
قواعد التغذية
صورة الجسد والعلاقات الأسرية أول اسباب المشكلة
تعتبر الاضطرابات الغذائية من المشاكل التي تعترض المراهقين بدون أن يعرفوا سبب إصابتهم بها. إنه أمر شائع في الجامعات في أيامنا هذه وعدم التنبه له يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة. ما هي الاضطرابات الغذائية وكيف يمكن علاجها، في هذا الحديث مع مايا خاطر اختصاصية في علم النفس العيادي.
اضطرابات السلوك الغذائي
* ما هي اضطرابات السلوك الغذائي؟
هناك نوعان رئيسيان: فقدان الشهية (anorexie) والشراهة (boulimie)؛ والذين يتعرضون عادة لهذه الأنواع من الاضطرابات الغذائية هم الأشخاص المهتمون بمظهرهم الخارجي مثل الراقصات ولاعبي الجمباز وعارضات الأزياء والممثلون الكوميديون المحترفون، ولكن من الممكن أن يتعرض أي شخص عادي لاضطراب غذائي.
تنشأ المشكلة عادة في مرحلة المراهقة أو البلوغ، وتبدأ أثناء نقاط التحوّل أو الاستقلالية كالذهاب للدراسة في الجامعة أو عندما يكون التوتر كبيراً ولا يوجد متنفس للصراعات العاطفية أو الضغط. قد يتعرّض الرجال أيضاً للاضطرابات الغذائية، ولكن عادة النساء هن من يعانين أكثر من الاضطرابات الغذائية.
بين فقدان الشهية والشراهة
* كيف نحدد كلاً من: "فقدان الشهية" و"الشراهة"؟
بالنسبة الى فقدان الشهية (Anorexie) يمكن تلخيص أعراضها على الشكل التالي:
* رفض الحفاظ على وزن الجسم العادي. عادة يكون وزن المصابين بفقدان الشهية أقل 5% من المعدل الطبيعي. ولكن إذا كان الشخص نحيفاً فهذا لا يعني بالضرورة أنه يعاني من فقدان الشهية، حيث ان الوراثة تلعب دوراً في هذا الموضوع أيضاً.
* الخوف الشديد من اكتساب الوزن أو البدانة، علماً ان هذا الخوف يوجد لدى جميع المراهقين تقريباً.
* صورة مشوهة عن الجسم، اذ ترى الفتاة نفسها سمينة مع أنها أقل من المعدل الطبيعي (أي مقارنة مع طولها).
* الشعور بالاكتئاب والفتور واللامبالاة. وهذا ما يحصل عندما تصبح الاضطرابات الغذائية قوية. أما بالنسبة الى الشراهة (Boulimie) فأبرز أعراضها:
* الرغبة الشديدة في الأكل حتى بعد الوصول الى نقطة الشبع (هذه الرغبة موجودة لدى الكثير من الناس الذين لديهم شراهة غذائية ويتلذذون بالتهام أغذية معينة).
* استخدام الصيام والتقيؤ والأدوية المسببة للإسهال، وهذا ما يؤدي الى خسارة السوائل والاصابة بالتعرق والاستسقاء.
* تذبذب الوزن نتيجة الصيام والشراهة بأكثر من 3 كلغ صعوداً أو هبوطاً.
* فقدان السيطرة على توقيت تناول الطعام، وتناول كمية من الطعام خلال وقت محدد مثلاً خلال أقل من ساعتين تكون أكبر بكثير من الكمية التي يأكلها الآخرون في الوقت ذاته.
وأضافت خاطر:
إن تشخيص حالة "الشراهة" يتم بعد ظهور المؤشرات خلال ثلاثة أشهر، مرتين على الأقل أسبوعياً (لأكل بشراهة والسلوك التعويضي).
عادة لا أحد يعتزم التقيؤ كطريقة للتحكم في الطعام اليومي، لكن ذلك يحدث بعد القيام به لأول مرة إثر حفل عشاء كبير، ويتكرر بسبب عدم السيطرة على التهام كميات كبيرة من الطعام حيث يتم التخلّص من الطعام مرتين أو ثلاث مرات يومياً قبل أن يدرك الشخص ماذا يحصل بالضبط.
وقد تصل الفتاة الفاقدة للشهية الى نقطة تكون عندها قد خفضت مقدار طعامها كثيراً، فيثور جسمها بحيث لا تستطيع أن تكتم جوعها، وتبدأ في أكل كميات صغيرة ثم كميات أكبر، ومن ثم تصبح شرهة وبعدها تستخدم الأدوية المسهلة أو تلجأ الى الاستفراغ.
أسباب الاضطرابات وعلاجاتها
* ما الأسباب المؤدية للاضطرابات الغذائية؟
هناك أشياء كثيرة تساهم بجعل الشخص معرّضاً للاصابة باضطرابات غذائية من جهة.
هناك أهمية المظهر الجسدي لتحقيق النجاح المهني والجنسي والاجتماعي في ثقافتنا.
ومن جهة اخرى تلعب العلاقات الأسرية دورها، فإصابة أحد أفراد العائلة بالاضطرابات الغذائية لا يعني أن هذا الشخص وحده تعرّض لذلك بل يكون هناك خطر على العائلة بأكملها.
* ما هي أساليب العلاج المعتمدة للتخلّص من الاضطرابات الغذائية؟
لا بد من اتّباع نظام غذائي من قبل أختصاصيي التغذية لتحديد كمية الأكل والسعرات الحرارية الواجب تناولها يومياً. وفي موازاة ذلك يجب مساعدة الأشخاص المصابين باضطرابات غذائية لتقييم شكلهم الخارجي بطريقة صحيحة وموضوعية.
ونظراً لإصابة الكثير من هؤلاء باضطرابات عاطفية، يحاول المعالج النفسي مساعدتهم على ايجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم الشخصية.
وعلى الصعيد الإدراكي تنبغي مناقشة الأفكار الدخيلة التي تدفع هؤلاء الأشخاص الى الأكل بشراهة أو حرمان أنفسهم من الأكل.
وفي اطار العلاج أيضاً نركز على اعتماد أسلوب حياة جديد بهدف تحسين نمط حياتهم.
* ما هي العواقب الصحية الناتجة عن الاضطرابات الغذائية؟
هناك نسبة معدلات وفاة تقدر ب15-20% بين المصابين بمرض فقدان الشهية، حيث يقوم الشخص بالامتناع عن الطعام حتى يموت. حتى ان المخ والقلب يمكن أن ينكمشا ويتسببا في بعض المشاكل الكبيرة. هذا بالإضافة إلى ضعف جسدي، وهبوط في ضغط الدم، وتباطؤ في دقات القلب، ومشاكل في المعدة والكليتين والجهاز الهضمي.
للحفظ
* الفتيات المصابات بفقدان الشهية، رغم نحافتهن، يعتقدن أنهنّ سمينات، فيركزن على مناطق معينة في جسمهنّ (البطن، المؤخرة).
* المصابون باضطراب غذائي يتنكرون للعواقب الخطيرة على صحتهم.
* ثمة إحساس بالخجل عند الشرهين وبالذنب بعد أكل كمية كبيرة، ما يدفعهم الى الصوم لمدة نهار أو أكثر.
* تكثر الاصابة بفقدان الشهية في البلدان التي تعتبر معيار الجمال هو النحافة كأميركا والبلدان الأوروبية بينما نجد العكس في مصر مثلاً:
* تساهم العوامل العائلية والنفسية في ظهور فقدان الشهية والشراهة.
* الضغوطات النفسية داخل العائلة تؤدي الى عدم ارتياح وبالتالي الى نظرة سلبية الى الحياة العائلية.
* التعلّق بالمحيط يؤدي الى اللااستقلالية، فيسعى المراهقون الى تحقيق الصورة التي يريدها المحيط لهم.
* حبّ السيطرة على العلاقات مع الآخرين، واللجوء الى التلاعب والاستفزاز. مثال على ذلك: الأشخاص المصابون بفقدان الشهية يعدون محيطهم أنهم سيتغذون وسيتوقفون عن هذا السلوك الغذائي، إنما لا يفون بوعدهم.
وقد شرح علم النفس هذا التصرّف بأنه يهدف الى حثّ محيطهم على التدخل والى الانتباه لحالهم.
* تبرز لدى العائلات التي يهتم أفرادها بالمظاهر الاجتماعية وبرأي الآخرين بهم قبل الاهتمام بمشاعر أولادهم وحالتهم النفسية، بيئة ملائمة لظهور الاضطرابات الغذائية. ففي هذه العائلات ثمة رفض للاعتراف بالصراعات أو الحديث عنها وهناك سعي بالدرجة الأولى الى مراعاة الأمور الظاهرية: أن يكون الأولاد في المرتبة الأولى، أن يتحدث عنهم كل الناس، أن يكونوا جميلين ونحيفين، وأن يطيعوا أهلهم مهما كان الثمن.