دورات

التآلف مع مختلف الظروف
إعداد: باسكال معوّض بومارون

ما هي التدريبات التي يخضع لها التلامذة الضباط والدروس التي يتابعونها في مدرسة التزلج؟ وما هي أبرز المهارات التي يكتسبونها؟ وكيف يتم توظيف هذه المهارات عمليًا عندما يتخرج المتدربون وينطلقون إلى ميادين الخدمة؟

 

يشير مدير الدورة المقدم جوني فاضل إلى أنّ دورة التزلج تتميّز عن باقي الدورات الروتينية التي يتابعها التلامذة الضباط نظرًا للمهارات الخاصة التي يكتسبونها خلالها. ويلفت إلى أن هذه الدورة توقفت لفترة قصيرة، ثم أُعيد تفعيلها منذ ثلاث سنوات، وتمّ تكثيف برنامجها ليصبح من الثامنة صباحًا حتى السادسة مساءً، بهدف الاستفادة القصوى من فترة التدريب. 

تابع هذه الدورة ٩٥ تلميذًا ضابطًا لبنانيًا، وثلاثة تلامذة ضباط فرنسيين (في إطار التعاون بين الجيشَين)، جرى توزيعهم في مجموعات صغيرة (حوالى ١٠ أشخاص) وخضعوا لبرنامج تدريب امتد على ١٠ أيام، واختتم بيوم اختبار وحفل تخريج. رافق المتدربين فريق مؤلّف من ٢٠ مدربًا (لكل حضيرة مدربان)، إضافة إلى ٣ ضباط يدرّبون ويشرفون على الدورة.

 

تمارين التأقلم 

في فترة قبل الظهر يتركّز التدريب على التزلّج الألبي، فيما تخصص فترة بعد الظهر لدروس نظرية وعملية في الحبال والعقد، وأخرى في إخلاء الجرحى على الثلج، وانتشال أشخاص من حفرة ثلجية، مع كيفية إنشاء مشغل «عبور للمرور» عبر الانحدارات والجروف الصخرية التي تزخر بها الجبال اللبنانية.

ويوضح المقدم فاضل: ركّزنا في الدورة على تدريب المشاركين على التأقلم خلال التنقّل في الجبال، وخصوصًا على تمارين السير في ظل تفاوت كبير في الارتفاعات، يراوح بين ٢٠٠ و٦٠٠ متر (من ١٩٥٠ إلى ٢٥٥٠)، ليعتادوا على تحمّل اختلاف الضغط الجوي ونقص الأوكسيجين ودرجة الحرارة التي تتدنّى بشكل سريع مع الارتفاع، وكل ذلك يمنحهم المزيد من القدرة على مواجهة الصعوبات.

 

تقدير مسافة الرمي على الثلج

إضافة للتزلّج والإغاثة يتدرّب التلامذة على تمارين رماية نهارية وأخرى ليلية، الهدف منها الإضاءة على تقدير مسافة الرمي على المساحات المغطاة بالثلج والتي تختلف عن مثيلتها في الأرض العادية. وقد تم إنشاء مركز الرماية على ارتفاع ٢٤٠٠ متر، وكان على المتدربين السير مع العتاد العسكري والتزلّجي حوالى ٥ كلم وبفارق ارتفاع حوالى ٥٠٠ متر قبل أن يصلوا إلى المركز المذكور. 

يتمرّن المتدربون أيضًا على وضع أو إنشاء نقاط ارتكاز على الثلج في المناطق الخالية، باستخدام عتادهم والنزول بالحبال أو المزلاج أو أي من القطع المتوافرة. وأُعطيت التمارين الطابع الجبلي لتمكين الراغبين من الانخراط في مجال الوحدات الخاصة كالمغاوير أو المجوقل، أو القتال الجبلي.

«تعبنا ولقينا» يقول المقدّم فاضل مشيرًا إلى أنّه فخور جدًا بالمستوى الذي وصل إليه التلامذة في وقت قصير، إذ تطوّروا بسرعة كبيرة، وانتقلوا من حالة الجهل بعالم التزلج، إلى خبرة بالتزلّج مسافة ٥ كلم حاملين عتادًا يزن ٢٠ كلغ بكل سهولة.

طبعًا من جد وجد ومن زرع حصد... وجيشنا كان وما زال خير زارع في حقول الوطن.