أخبار ونشاطات

الجامعة اللبنانية الأميركية كرّمت المرأة في الجيش اللبناني
إعداد: نينا عقل خليل

ممثل القيادة: كانت دائماً على قدر الأمل والرهان
تحت عنوان «تحية إكبار للمرأة في الجيش اللبناني»، أحيت الجامعة اللبنانية الأميركية «LAU» في حرم الجامعة في بيروت، اليوم العالمي للمرأة، وذلك برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعقيد غسان غرز الدين.
حضر الإحتفال الذي دعا اليه «معهد الدراسات النسائية في العالم العربي»، رئيس الجامعة الدكتور جوزيف جبرا، ممثلة المدير العام لقوى الأمن الداخلي النقيبة ديالا المهتار، ممثلة المدير العام للأمن العام العقيد ريموندا فارس، رئيسة معهد الدراسات النسائية في العالم العربي السيدة ديما دبوس سنسنغ، رئيسة المجلس النسائي اللبناني أمان كبارة شعراني، بالإضافة الى عدد من العمداء والأساتذة وخمسين جندية باللباس الرسمي وموسيقى الجيش.
بداية، قُدّمت التحية للعلم في باحة حرم الجامعة، تلاها عرض رمزي للعسكريات على وقع موسيقى الجيش. وبعد النشيد الوطني ألقى رئيس الجامعة الدكتور جبرا كلمة أشار فيها الى أن « الجيش اللبناني سجّل في سجل إنجازاته، شرف إقحام المرأة في رسالة الدفاع عن الوطن، فكانت خطوته الرائدة العام 1991، تطويع إناث سجّلن إنجازات في مختلف الحقول الإدارية واللوجستية والطبية، وعمّمن مشاعر الرحمة في السلك العسكري. ولكل ذلك، واعترافاً بجميل المرأة في الجيش اللبناني وحقها، وتسجيلاً لريادة الجيش في حفظ موقع المرأة للذود عن الوطن، كانت هذه المبادرة تحية إكبار الى الأم والأخت والإبنة، العاملات في مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء.
وألقى العقيد غسان غرز الدين كلمة بإسم العماد قائد الجيش جاء فيها:
«حين نتكلم عن دور المرأة وحقوقها في المجتمع، لا يسعنا إلا الشعور ببعض من الحذر والتردد، كيف لا، وكيانها يرتبط في الأساس بعملية الخلق والوجود، وإسمها يقترن في كل زمان ومكان، بمساحات المحبة والطمأنينة والجمال، فهي الأم منبع التضحية والعطاء، وهي الإبنة رمز الوفاء والحنان، وهي الأخت عنوان الإلفة والتضامن، وهي الى جانب ذلك كله، نصف المجتمع الذي قدّر له أن يمسك المجد من طرفيه، مجد العمل، للإسهام في بناء المجتمع، ومجد تربية الأجيال، لتكون على قدر المسؤولية والواجب، جديرة بصنع مستقبل الوطن، والحفاظ على أمانة الآباء والأجداد.
بعد نضال طويل، تمكّنت المرأة في الدول العربية، من تأكيد حضورها الفاعل، وبالتالي الوصول الى الكثير من حقوقها، وها هي اليوم تتبوأ عدداً من أهم مراكز القرار الدولي.
وفي منطقتنا العربية ايضاً، إستطاعت المرأة أن تتجاوز الكثير من القيود التي كانت تقف عائقاً أمام قيامها في بناء نفسها، ومشاركتها في نهوض مجتمعها، إلا أن تمسّك هذا المجتمع ببعض التقاليد والعادات الموروثة، ما يزال يحول دون ارتقائها الى المستوى الذي تطمح اليه، علماً بأن مطلب تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، لا يصبّ في خدمة مبدأ العدالة الإجتماعية فحسب، بل ايضاً يصب في خدمة قضايا السلم والتنمية والإزدهار.
أما في وطننا الحبيب لبنان، الذي قُدّر له أن يكون عبر التاريخ القديم والحديث، واحة هذا الشرق، ومدخله الثقافي والحضاري الى العالم الأوسع، وبعد أن تعشّق أبناؤه الحرية حتى الشهادة، واتخذوا منها نهج حياة وقضية وجود، كانت المرأة دائماً على قدر الأمل والرهان، وأثبتت أنها صنو الرجل في الإبداع والعطاء حتى أكّدت حضورها الفاعل في مختلف ميادين العمل، وارتقت الى مراكز عالية في الشأنين العام والخاص، على الرغم من أننا وبكل تأكيد، ما نزال نتطلع الى الأفضل.
وها هي اليوم تخوض غمار الواجب في ميدان الشرف والتضحية والوفاء، تحمل البندقية وترفع العلم جنباً الى جنب مع رفيقها العسكري، فخورة بنجاحها، وفخورة بانتمائها الى مؤسسة، راسخة في مبادئها وقيمها الإنسانية، وفي احتضانها كل أبناء الوطن من دون أي استثناء أو تمييز، ومع هذه التجربة الرائدة، تثبت المرأة اللبنانية مرة أخرى، جدارتها وكفاءتها، وقدرتها على تحمّل المسؤولية، والتغلب على كلّ ما يعترضها من مشاكل وصعاب.
بإسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أتوجّه بخالص الشكر الى إدارة الجامعة اللبنانية الأميركية، وإدارة معهد الدراسات النسائية في العالم العربي على هذه الدعوة الكريمة، كما أشكر كل من أسهم في إقامة هذا الإحتفال وشارك في حضوره، وأخص بالذكر السيدة أنيتا نصار على جهودها المميزة.
عهدنا لكم أيها السيدات والسادة، أن يستمر الجيش حامياً للوطن حاضناً لجميع أبنائه. وليبقَ  يوم المرأة العالمي، حافزاً لنا نحو مزيد من التضامن والتكافل، من أجل بناء مجتمع الحرية والعدالة والمساواة، وتحقيق آمال المرأة اللبنانية، بحياة حرة، كريمة، عزيزة».
ثم تحدّثت مديرة معهد الدراسات النسائية في العالم العربي السيدة سنسنغ لافتة الى أن «تاريخ الدول من أدناها الى أقصاها حافل بأسماء النساء اللواتي حملن السلاح وخضن الحروب جنباً الى جنب مع الرجال، وأحياناً على رأسهم، ذوداً عن الحرية والكرامة والأرض».
وبعد عرض وثائقي أوجز قصة المرأة في الجيش، ألقت المقدم الطبيب ندى الزغبي كلمة بإسم العسكريات أكدت على نجاح تجربة تطوع النساء إن من حيث تمكّن المتطوعات من التآلف مع الحياة العسكرية وتذليل كل المشكلات، أو من حيث حضورهن الفاعل والإنتاج الذي حققنه على أكثر من صعيد.
وأسباب هذا النجـاح لا تعـود الى كفاءة المتطوعات فحسـب، بل ايضاً الى نهج المؤسسة العسكرية المرتكز على اعتماد معايير العمل المؤسساتي».
وفي الختام، قدّم العقيد غرز الدين درع العماد قائد الجيش الى رئيس الجامعة الذي سلّمه درع «الإكبار والتقدير» الى العماد قهوجي.