أمر اليوم

العماد قهوجي في «أمر اليوم»:واجبكم الوطني لا يقف عند بلوغ هدف أو حدود تضحية

«أنتم ترفعون شعلة الحرية والاستقلال... وواجبكم الوطني لا يقف عند بلوغ هدف أو حدود تضحية...».
بهذه الكلمات خاطب قائد الجيش العماد جان قهوجي العسكريين، من خلال «أمر اليوم» الرقم 16، الذي وجّهه اليهم عشية عيد الاستقلال.

 

أيها العسكريون
ستة عقود ونيّف، وأنتم ترفعون شعلة الحرية والاستقلال، تعيشون قضايا الوطن وهموم أبنائه، وتهبّون للدفاع عنه وانتشاله من كبواته كلما عصفت به رياح الخطر.
إن في ذلك أسطع برهان على التزامكم الرسالة والقَسم، وتجذّر إيمانكم بهذا الوطن، الذي تعمّد استقلاله بدماء قوافل الشهداء الأبرار. فاجعلوا من هذه الذكرى المجيدة، مناسبة لتجديد الانطلاقة بخطىً واثقة، مستنيرين بمآثر الأسلاف، ومتطلّعين الى غدٍ نابض بالعزّة والكرامة والعنفوان.

 

أيها العسكريون
اعلموا أن الاستقلال الناجز، لا يتحقّق إلا بحماية الأرض والشعب، وإعلاء راية سيادة الدولة فوق كل شبر من ترابنا الوطني. وفي التزامكم دوركم الدفاعي والأمني والإنمائي، وحرصكم على أدائه بكل تفانٍ وإخلاص، إنما تحصّنون هذا الإستقلال وترسّخون معانيه النبيلة في النفوس. لذا أدعوكم اليوم الى مزيد من اليقظة والجهوزية حيث تنتشرون على الحدود، لمواجهة ما يخطّط له العدو الإسرائيلي ضد الوطن، والاستمرار في التصدّي لخروقاته البرية والجوية والبحرية بكل الإمكانات المتوافرة، كما العمل الدؤوب على تمتين أواصر التعاون مع القوات الدولية تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، والوقوف الى جانب شعبكم المقاوم، لتعزيز صموده في أرضه والحد من معاناته الطويلة، وعدم السماح لأيادي الشبهة والعمالة أن تعبث باستقراره من حينٍ الى آخر، متطلّعين دائماً الى حق لبنان النهائي في تحرير أرضه التي ما تزال قيد الاحتلال في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر.
كما أدعوكم الى رصّ الصفوف في ظل الأوضاع الدقيقة التي تمرّ بها البلاد، وبذل أقصى المستطاع لطمأنة المواطنين الى أرواحهم وأرزاقهم، والاستمرار على ما دأبتم عليه في تعقّب الإرهابيين والمجرمين والعابثين بالأمن الى أي جهة انتموا، بعد أن كان لكم خلال الأشهر الفائتة، إنجازات باهرة في هذا المجال، شهد لها القريب والبعيد.

 

أيها العسكريون
إن واجبكم الوطني الذي نذرتم له أنفسكم وأقسمتم عليه يمين الولاء، لا يقف عند بلوغ هدف مهما سما شأنه، أو حدود تضحية مهما بلغ حجمها، وهذا الواجب يقتضي منكم اليوم الارتقاء بجهودكم ومسؤوليتكم، والتحلّي بمزيد من الصبر والعزم والثبات، لمواجهة تحديات المرحلة القادمة، ومواكبة مسيرة الإنقاذ والخلاص التي يقودها العهد للوصول بسفينة الوطن الى شاطئ الأمان.
إليكم تشخص العيون ولكم تهتف الحناجر، فلا تتردّدوا في تلبية نداء الوطن وبذل المستحيل من أجله، إذ ذاك تحفظوا إرث شهدائكم الغالي، وتسطّروا صفحات مشرقة في كتاب الاستقلال.