سلامتكم تهمنا

القيادة فن وذوق وأخلاق واحترام القانون
إعداد: الدكتور الياس ميشال الشويري
رئيس الجمعية اللبنانية للسلامة العامة (LAPS) عضو مجلس إدارة منظمة السلامة العالمية وممثل المنظمة لدى الأمم المتحدة

حفاظاً على سلامتكم تجنّبوا السرعة القاتلة

 

عرضنا في المقالات السابقة أهمية حزام الأمان ومخاطر استعمال الهاتف النقال أو الخليوي في أثناء القيادة، وسنتناول الآن العلاقة بين سرعة المركبة وشدة الإصابة، وذلك بتسليط الضوء على نتائج الدراسات العالمية في هذا المجال.

 

• إن رؤية المسافات تتدنى بمقدار 6 أمتار لكل زيادة في السرعة مقدارها 15 كلم/ساعة. وتتلخّص أخطار انخفاض مجالات البصر بشكل رئيس في عدم رؤية الأجسام القريبة أمام السيارة، وبالتالي فشل الإحساس بالأجسام التي تقترب منها، من الجانبين أو الخلف على السواء.
• إن قوة تصادم سيارة تسير بسرعة 50 كلم/ساعة تعادل قوة ارتطام سيارة تسقط على الأرض من مبنى ارتفاعه 3 طوابق. وعند مضاعفة سرعة السيارة إلى 100 كلم/ساعة، فإن قوة التصادم تعادل قوة ارتطام السيارة على الارض من مبنى ارتفاعه 12 طابقاً. ولكن ماذا عن ركاب السيارة؟
• إذا كانت سيارة تسير بسرعة 60 كلم/ساعة، وفيها طفل وزنه 15 كلغ (الوزن التقريبي لطفل عمره 3 سنوات)، واصطدمت هذه السيارة بجدار إسمنتي، فإن قوة اصطدام هذا الطفل هي 550 كلغ. ومثل ذلك إذا حدث اصطدام لسيارة تسير بسرعة 80 كلم/ساعة، وكان فيها راكب بالغ بنيته متوسطة (وهذا يكون وزنه عادة حوالى 75 كلغ)، فإن قوة اصطدام هذا الراكب سوف تكون أكثر من وزنه 20 مرة، أي حوالى 1500 كلغ. وتوضح هذه الأمثلة ماذا يحدث لركاب السيارات التي تسير بهذه السرعات، التي لا تعتبر عالية، ولكن الركاب الذين لا يربطون أحزمة الأمان سوف تلحق بهم إصابات بليغة، وربما يتعرضون للوفاة.
• شبّه علماء الفيزياء الصدمة بين سيارة تسير بسرعة 60 كلم/ساعة وحاجز جامد، بإلقاء قنينة مرطبات من الطابق السادس الى الرصيف. تصوّر ماذا يحل بالزجاجة، وقارن بين الزجاجة وبين جمجمة الانسان اذا سقطتا من هذا العلو، علماً بأن الجمجمة هي أرقّ من زجاجة المرطبات.
• بالإمكان خفض أكثر من 20 في المئة من وفيات حوادث الطرق وأكثر من 33 في المئة من الإصابات لو أمكن إلزام جميع السائقين بحدود السرعة القصوى للطريق.
• السرعة تزيد من المسافة التي تحتاجها المركبة للتوقف فور دهس المكابح، وتزداد شدة الإصابة مع مربع سرعة المركبة. فمثلاً إذا قمنا بزيادة سرعة المركبة من 40 كلم/ساعة إلى 60 كلم/ساعة فإن نسبة الزيادة في السرعة تكون 50٪ أما الطاقة المتولّدة فتتضاعف أي أنها تزيد بنسبة 200 في المئة.
• خفض 5 في المئة من متوسط سرعة المركبات على الطريق يقابله إنخفاض مقداره 10 إلى 15 في المئة في عدد الإصابات البليغة.
• مع إزدياد معدلات السرعة تتعرض أنسجة جسم الإنسان إلى كمية عالية من الضغط والسحب والشد الدائر، بحيث تصبح الأنسجة بعد تهتكها غير قابلة للشفاء عند اصطدام جسم صلب بالجسم البشري الهش.
• يمكننا أن نشبّه قوة اصطدام الركاب بجسم السيارة من الداخل بقوة ارتطامهم بالأرض عند سقوطهم من علو أربعة طوابق، لذا فإن كل محاولة لتفادي الإصطدام بجسم المركبة من الداخل عن طريق الأيدي والأرجل - مع أهميتها - تكون يائسة تماماً.
• يموت 5 في المئة من المشاة في حالة اصطدامهم بسيارة تسير بسرعة 30 كلم/س، ويموت 80 في المئة منهم عند سرعة 65 كلم/س ولا ينجو أحد منهم عند سرعة أعلى من 80 كلم/س.
• المسافة اللازمة لإيقاف السيارة تختلف وفقاً لسرعة سير هذه الأخيرة، وبالتالي كلما ازدادت السرعة ازدادات المسافة اللازمة للتوقف.
بناءً على ما تقدّم، نتمنى عليك عزيزي السائق احترام السرعة القصوى وترك مسافة كافية بينك وبين السيارات الأخرى على الطرقات، خصوصاً داخل المناطق السكنية والصناعية ليس خوفاً من الغرامة، بل حفاظاً على سلامتك وسلامة المجتمع كذلك!