- En
- Fr
- عربي
طبابتنا
«المعارك والمهمات القتالية تحصل على فترات متباعدة، لكنكم تخوضون معارك يومية لتنفيذ مهمتكم النبيلة»... والمهمة التي قصدها قائد الجيش العماد جوزاف عون بهذه الكلمات هي تأمين الرعاية الصحية والطبية للعسكريين وعائلاتهم. إنّها فعلًا مهمة نبيلة تُخاض في الزمن الصعب معارك يومية من أجل إنجازها على أفضل مستوى من الجودة.
مرت فترات تحسّر فيها العسكريون القدامى على ما كان للمستشفى العسكري من عز. فعندما أُنشئ هذا المستشفى في الخمسينيات كان يُعد نموذجًا للمؤسسات الطبية المتطورة، ليس فقط في لبنان وإنما في الشرق الأوسط. في مراحل لاحقة لم تسمح الظروف بالحفاظ على هذا المستوى، لكنّ النهضة التي حصلت على صعيد الطبابة العسكرية في السنوات الأخيرة، تَعِد باستعادة العزّ الذي كان، فها هي الطبابة العسكرية تسير إلى الأمام خطوات جديدة كل يوم لتواكب التطور العصري من جهة والحاجات من جهة أخرى.
آخر الخطوات في هذا السياق افتتاح قسم جديد للعناية الفائقة في المستشفى العسكري المركزي. لكن من أين ترف التحديث والتطوير في وسط الأزمة؟ ما زالت الأيادي البيضاء موجودة وجاهزة لتقديم الدعم، وكذلك الأمر على مستوى الدعم الدولي. وهذه المرة تولت المملكة الهولندية الأمر عبر المساعدات المقررة للجيش اللبناني في إطار برنامج محدد من خلال مديرية التعاون العسكري - المدني.
تم افتتاح القسم الجديد في حضور قائد الجيش العماد جوزاف عون وسفير المملكة الهولندية في لبنان السيد Hans Peter Van der Woude والملحق العسكري الهولندي وعدد من الضباط.
وفي المناسبة كانت للعماد عون والسفير Van der Woude جولة تفقدية شملت بالإضافة إلى القسم المفتتح، المختبرات العسكريّة المركزيّة ومختبر تمييل القلب وآلة توليد الأوكسيجين.
قائد الجيش الذي اجتمع على الأثر بالضباط، أشاد بالجهود التي يبذلونها، والمستوى المتطوّر الذي بَلَغَتْه الطبابة لناحيتَي التجهيزات الحديثة والكفاءة المتقدّمة، والإنجازات الكبيرة المحقَّقة في إطار تأمين الرعاية الصحية للعسكريين وعائلاتهم.
وتوجَّه إليهم بالقول: «تكتسب الطبابة أهميّة بالغة في ظل الظروف الحالية، وقيادة الجيش تبذل أقصى طاقاتها في هذا الشأن، وتُخصص الجزء الأكبر من المساعدات لدعم الطبابة العسكرية بهدف الحفاظ على صحة العسكريين وعائلاتهم».
وأضاف: «كنتم أبطالًا في تصدّيكم لجائحة كورونا وساهمتم في إنقاذ رفاقكم. أنتم تؤمّنون العناية الصحية لأكثر من ٤٠٠ ألف مستفيد على امتداد الأراضي اللبنانية. المعارك والمهمات القتالية تحصل على فترات متباعدة، لكنكم تخوضون معارك يومية لتنفيذ مهمتكم النبيلة».
وإذ تناول الوضع الاستثنائي القائم نتيجة الأزمة، أكّد أنّ قيادة الجيش ستواصل العمل بمختلف الوسائل المتاحة لتأمين حاجات الطبابة وتعزيز قدراتها.
هذا الوعد أرفقه العماد عون بدعوة الضباط والعسكريين «إلى مزيد من التضحية، والتحلي بالصبر والإرادة حتى نتجاوز الصعوبات التي تفرضها المرحلة الراهنة».
مزيد من التضحية والصبر والإرادة... تلك هي الكلمات الأكثر حضورًا في قاموس جيشنا ويوميات عسكرييه، وهذا ما يُفسر قدرته على السير إلى الأمام رغم كل المصاعب.