- En
- Fr
- عربي
في بيوتنا
حذار إهمال الوقاية!
الحيوان الأليف رفيق مسلٍّ وصديق مخلص. تميّزه صفات نادرة أبرزها الصدق في التعبير والعرفان بالجميل, مما يجعل تربيته في المنزل تجربة رائعة وفريدة، لكنها في الوقت نفسه ترتّب على مربّيه الكثير من المسؤوليات, لا سيما لجهة العناية بصحته وعافيته منعاً لإصابته بالأمراض المعدية التي تضرّ بصحة أفراد الأسرة.
كيفية العناية بالحيوانات الأليفة، وبشكل خاص الكلاب والقطط، وطرق الوقاية من الأمراض والعدوى في حديث مع الطبيب البيطري إيلي نقولا.
ظاهرة مألوفة
باتت الحيوانات المنزلية من الظواهر المألوفة في المجتمع اللبناني في السنوات الأخيرة. وقد ارتفعت نسبة الكلاب والقطط داخل المنازل الى سبعين في المئة مقابل ثلاثين في المئة لكلاب الصيد والحراسة, بعد أن كانت الأخيرة تحتل النسبة الأعلى في الأوقات السابقة، وذلك بحسب ما يؤكد الطبيب البيطري إيلي نقولا في حديثه لمجلة «الجيش».
كما يشير الى أن عدد الكلاب والقطط المنزلية التي تستقبلها عيادات الطب البيطري يصل حالياً الى الخمسين ألف في بيروت وجوارها فقط.
ويـوضـح الدكتــور ايلي نقـولا أن تـربيـة الحيـوانـات الأليفة لا تشكّل أي خطر على صحة أفراد المنزل إذا ما تمّت العناية بها وفقاً للأصول، لا سيما لجهة العناية الطبية والنظافة اليومية.
العناية بالحيوانات الأليفة
حفاظاً على سلامة أفراد الأسرة، يجب إتباع برنامج وقائي للحيوانات المنزلية يتضمّن الفحوصات الطبية واللقاحات الدورية، الخصي، والعناية بالأسنان.
يبدأ تطبـيق البـرنامج المـذكور فـور شراء الحيوان الأليف وذلك عبر زيارة الطبيب البيطري للتأكد أولاً من أنه لا يعاني أي مشاكل صحية خطيرة، يلي هذه الخطوة مباشرة برنامج اللقاحات التي تُعطى للكلاب والقطط بدءاً من عمر الشهرين تقريباً.
في هذا الإطار يشير الدكتور نقولا الى ضرورة تلقيح الكلاب المنزلية بشكل دوري ضد أمراض الشلل والطاعون والصفيرة والكلَب أو السعار. كما يجب حمايتها من الديدان (وهي طفيليات توجد في الجهاز الهضمي) عبر أقراص الأدوية التي يجب أن تتناولها كل ثلاثة أشهر.
ويضيف: إن الكلاب المنزلية يمكن أن تصاب بالفطريات أو بأنواع من الجرب من جراء إختلاطها بالكلاب الشاردة، وهو أمر يجب التنبّّه اليه واستشارة الطبيب البيطري في حال حصول العدوى منعاً لانتقالها الى الإنسان. كذلك تتعرّض الكلاب خلال فصل الصيف للإصابة بأنواع من الطفيليات يتمّ علاجها بمرهم خاص يوضع على عنق الكلب.
في ما خص القطط، يشير الدكتور نقولا الى ضرورة تلقيحها ضد الكلَب أو السعار. كما يجب فحصها بين الحين والآخر للتأكد من عدم إصابتها بالطفيليات المعوية أو البراغيث أو البق الذي يمكن أن يصيب محيط الأذن، علماً أن علاج هذه الإصابات في حال حدوثها يتمّ من خلال أدوية يصفها الطبيب البيطري.
الإستحمام ونظافة الأسنان
يشدّد الدكتور نقولا على أهمية الحفاظ على نظافة الحيوانات الأليفة عن طريق الإستحمام والتمشيط، إضافة الى العناية بأسنانها عبر التـنظيـف اليـومـي بفـــرشــاة الأســنـــــان، والتنظيف مرة كل سنة لدى الطبيب البيطري.
وبالنسبة الى القطط، من الضروري الإنتباه الى مسألة المخالب التي يمكن أن تسبّب الخدوش لأفراد الأسرة أو أثاث المنزل. وهنا يختار البعض قصّ المخالب عند الطبيب البيطري، فيما يفضّل البعض الآخر تقليم الأظافر في المنزل أو إخفائها تحت أغطية مخصّصة لهذه الغاية.
الوقاية من الأمراض الجنسية والسرطانية
في إطار الحفاظ على سلامة الحيوانات الأليفة، ينصح الدكتور نقولا بخصي الكلاب والقطط المنزلية تفادياً للأمراض الجنسية، ومنعاً لهروب الحيوان الأليف واختلاطه بحيوانات شاردة بهدف التزاوج. وأوضح أن الخصي يتمّ إجمالاً قبل عمر الثمانية أشهر وهو سن البلوغ للكلاب والقطط. ولكن ذلك لا يمنع إجراء العملية بعد هذه السن ايضاً.
في السياق نفسه تشير الجمعية الأميركية للطب البيطري أن خصي الحيوانات المنزلية يقلّل من إمكان إصابتها بالأمراض السرطانية كسرطان الثدي أو سرطان البروستات.
إكتشاف مؤشرات المرض
لن يكون الحيوان الأليف رفيقاً مسلّياً ومفيداً ما لم يتمتّع بصحة جيدة.
لذا ينبغي على مربّي الحيوانات المنزلية مراقبة وضعها الصحي باستمرار، والتنبّه الى الدلائل التي تشير الى سوء صحتها.
في هذا الإطار، تنصح الجمعية الأميركية للطب البيطري باللجوء الى الطب البيطري في حال ملاحظة علامات المرض الآتية لدى الحيوان الأليف:
• فقدان الشهية.
• هبوط ملحوظ أو زيادة ملحوظة في الوزن.
• إستهلاك المياه بشكل زائد.
• صعوبة في التبوّل أو إسهال غير طبيعي.
• سلوك غريب، وصعوبة في التمدّد أو النهوض.
• القشرة، فقدان الشعر، أو النفَس الكريه.
• إفـرازات غيـر طبيعية من الأنف أو العينين.
قبل إقتناء حيوان أليف
عند اتخاذ القرار بتربية حيوان داخل المنزل، يجب الإنتباه أولاً الى نقطة هامة وهي أن العدوى من الحيوانات الأليفة تشكّل خطراً على الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من بعض أمراض الحساسية والربو، أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة كالمصابين بالسرطان أو الإيدز. فإذا كانت داخل الأسرة أي من هذه الحالات، يُنصح بعدم إقتناء حيوان أليف.
قواعد للعناية بالحيوانات الأليفة
• غسل اليدين بالماء والصابون بعد إطعام الحيوان الأليف وغسله أو اللعب معه.
• عدم غسل الحيوان الأليف في حمّام العائلة، وعدم السماح له بالشرب من مياه المرحاض.
• إطعام الحيوان المنزلي الطعام المخصّص له فقط والموصى به من قبل الطبيب البيطري، مع الإشارة الى أن إطعام الكلاب اللحم النيء يؤدي الى إصابتهم بالديدان والطفيليات في المعدة.