اخبار ونشاطات

رئيس المجلس الوطني للإعلام في رؤية إعلامية وطنية للمرئي والمسموع
إعداد: نينا عقل خليل

ألقى الأستاذ عبد الهادي محفوظ رئيس المجلس الوطني للإعلام محاضرة في قاعة العماد نجيم، بعنوان "نحو رؤية إعلامية وطنية للمرئي والمسموع"؛ وذلك بحضور عدد كبير من الضباط، وفي مقدمهم ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان، نائب رئيس الأركان للتخطيط العميد الركن رزق رزق. بداية ألقى العقيد الركن يوسف عطوي كلمة تحدث خلالها عن قانون الإعلام المرئي وعن صدوره حين أسهم الإجماع الوطني والرسمي فيه على تكريس مبدأ حرية الإعلام وتعدديته واعتباره جزءاً من هوية لبنان وتراثه ورسالته. وطرح بعدها جملة تساؤلات عن دور الإعلام المرئي تاركاً للمحاضر الذي قدّمه ورحب به حرية الإجابة عنها.

بدأ الأستاذ محفوظ محاضرته بالحديث عن الرؤية الإعلامية التي تعتبر الأساس، "فعلى الصعيد العربي العام ثمة غياب لرؤية إعلامية جامعة في مخاطبة الرأي العام العربي في التعامل مع نظرية حرب الحضارات وحوار الحضارات، وفي إرساء تضامن عربي، وفي تحديد أين نلتقي وأين نفترق مع السياسات الأميركية بعد الحادي عشر من أيلول"... والسؤال الأساسي المطروح حالياً حسب محفوظ هو "أية نوعية من الإعلام نريد، فالإعلام يمكن أن يكون بنّاء للوطن والمواطن كما يمكن أن يكون هدّاماً". وأكمل المحاضر قائلاً: "إن ما نحتاجه في لبنان هو إعلام لا طائفي موضوعي ومعتدل في توجهاته ويسعى الى بناء مواطنية جامعة. فللمواطن الحق في مثل هذا الإعلام الذي يمكن أن يؤسس لحالة بديلة للإنقسام القائم بسبب النظام الطائفي الذي هو مصدر الخلل الأساسي في حقوق الإنسان اللبناني حيث تغيب فكرة المساواة بين اللبنانيين...". وقال: "إن هناك حاجة موضوعية لايجاد جواب على مشكلة فعلية تتلخص في كون الصناعة في المرئي والمسموع غير مربحة...". وتحدث محفوظ عن دور الإعلام خلال الحرب "حين اقتصر دوره على نقل وقائعها فيما لم يحاول صناعة رأي عام ضدها وضد صانعيها ومروجيها" (...) ، و"المطلوب اليوم هو تعديل قانون المرئي والمسموع وصدور قانون جديد ينظم الإعلان في لبنان (...) ، وإعادة الاعتبار للتلفزيون العام لاعتبارات لها علاقة بذاكرة اللبنانيين... وتشجيع الإنتاج الوطني على صعيد الدراما والبرامج الثقافية". وشدد على دور الإعلام اللبناني حالياً و"تحديداً المرئي والمسموع منه في رسم صورة إيجابية لحوار الحضارات مستفيداً من الضيعة اللبنانية بما تعنيه كنموذج لحوار الحضارات، ومن التمسك بوحدة لبنان كونه أمانة للحضارة العالمية وبديلاً لنظرية صراع الحضارات التي تم الترويج لها بعد الحادي عشر من أيلول والتي تركز على الصراع بين الحضارتين الغربية والإسلامية (...)

والمقصود هنا أنه يمكن للإعلام اللبناني والعربي أن يسهم في تسليط الضوء على حوار الحضارات عبر الضيعة اللبنانية التي هي عنوان انفتاح الأديان على بعضها البعض".

وختم المحاضر قائلاً: "باختصار إن مهمة الإعلام اللبناني الأولى التصدي للحلول الطائفية التي أثبتت التجربة أنها بلاء للوطن، وكذلك فإن الحلول النابعة من التحدي هي مرفوضة (...)

وهكذا والحوار الداخلي الموضوعي... هو المدخل لتصحيح وتصويب الأداء وإخراجه من لعبة التجاذبات الطائفية (...) ، وهنا لا بد للمجلس الوطني للإعلام من التوصل بالحوار الى عناوين غير طائفية ومنها: تعزيز الوحدة الوطنية، اعتبار إسرائيل مصدر الإرهاب في المنطقة، رفض نظرية حرب الحضارات، التواصل مع المؤسسات الثقافية الإغترابية والعربية، رفض الضغوط الأميركية على سوريا ولبنان والمقاومة، ودعم فكرة السلام العادل والشامل، ومبدأ الأرض مقابل السلام على المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية مع ما يعني ذلك من إنسحاب كامل من الجولان ومزارع شبعا وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس...".