أمر اليوم

لبنان يستحق منّا كل تضحية

«تمسّكوا بشعاركم، ابقوا ثابتين في مؤسستكم»، تلك هي الدعوة التي وجّهها قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى العسكريين من خلال «أمر اليوم» في مناسبة عيد الجيش، مؤكدًا أنّ وطننا الذي تعصف به رياح التحديات والأزمات يستحق منّا كل تضحية.
وفي ما يلي نص «أمر اليوم»:

 

أيّها العسكريون
تسعةٌ وسبعون عامًا من شرف التضحية والوفاء لوطنِنا الذي تعصف به رياح التحدّيات والأزمات، ولا يزال صامدًا بصمود جيشِه الذي يثبت يومًا بعد يوم أنَّ رجاله الأبطال ملتزمون بقسمه، وقد سطروا البطولاتِ في مواجهة الأعداء من العدو الإسرائيلي إلى الإرهاب، مرورًا بالمخلّين بالأمن والخارجين على القانون. سنوات من التفاني والتضحية قدّم الجيش خلالها خيرة شبابه للدفاع عن لبنان وأهله، ومنهم من ضحّى بدمائه مستشهدًا أو مصابًا فداءً للمهمّة المقدّسة، التي لا تزال أولويةً بالنسبة إليهم.

 

أيّها العسكريون
يواجه وطننا أقسى الأزمات والتحدّيات، السياسية منها والمالية والاجتماعية، فضلًا عن التهديد المتمثل بالاعتداءات اليومية من قبل العدوّ الإسرائيلي، وما تُوقعُه من ضحايا وتُسبّبه من دمارٍ وتهجير. في المقابل، لا تزال مساعي التهدئة لوقف الاعتداءات مستمرّة وصولًا إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، فيما تُواصل الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب التنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، ضمن إطار القرار 1701، على أمل أن يستعيد جنوبنا الهدوء وينعم أهلنا بالأمن والاستقرار. في الوقتِ عينه، تتابعون جهودكم للحفاظ على الأمن وضبط الحدود في سائر المناطق، غيرَ آبهين بكلّ الحملات التي تستهدف المؤسسة العسكرية لغاياتٍ مكشوفة. أما أنتم فتزدادون عزيمة، وتُعززون بصمودكم ثقة اللبنانيين بوطنهم، وتساهمون في إعادة المغتربين إلى ربوعه، وتستمرّ القيادة في موازاة ذلك بالوقوف إلى جانبكم وتوفير مقوّمات صمودكم. إنَّ ما تتمتّعون به من حسٍّ وطنيّ واندفاعٍ يجعلُكم مصدر الأمل والضمان لوحدة لبنان وديمومته، ويزيدُنا فخرًا بكم، وبذلك تكتسبون مكانةً رفيعةً في وجدان اللبنانيين ولدى المجتمع الدولي.

 

أيّها العسكريون
تضحياتكم هي الضمانة لبقاء لبنان. تمسّكوا بشعاركم، شعار الشرف والتضحية والوفاء. ابقوا ثابتين في مؤسستكم التي لا تتخلّى عنكم ولا عن عائلاتكم. وإلى شبابنا الذين يطمحون لبناء مستقبلهم في الخارج، ندعوهم إلى التمسّك بوطنهم لأنّه بحاجةٍ إليهم، والمؤسسة العسكرية بحاجةٍ إليهم أيضًا، فهي جاهزةٌ لاستقبالهم في صفوفها لندافع معًا عن وطننا.
لا تفقدوا الأمل بوطنكم، لأنَّ الأزمة ستنجلي حتمًا، وسيستعيدُ لبنان بريقَه وازدهاره، وسيستعيد الشعب اللبناني مكانته في محيطِه. يستحقّ لبنان منّا كل تضحية، ومعًا نستطيع النهوض به مجدّدًا.