- En
- Fr
- عربي
معًا من أجل السلام
تتزامن الذكرى 79 لتأسيس الجيش اللبناني مع الذكرى الـ 97 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، وفي هذه المناسبة أحب الملحق العسكري الصيني في لبنان العميد تشينغ يو تشونغ Zheng YUCHONG، أن يضيء من خلال صفحات مجلتنا على علاقة الصداقة التي تجمع الجيشَين.
فكتب في هذا السياق: «… يولي الجيش الصيني أهمية كبيرة لتطوير علاقات الصداقة مع الجيش اللبناني، وفي السنوات الأخيرة، استمر تعميق التعاون بين الجانبَين في مجال التدريب، وزيارات الوفود، وتقديم المساعدات وغيرها، كما تواصَل تعزيز التعاون على عدة أصعدة. يشارك الجيش الصيني في مهمة حفظ السلام ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل. فمنذ العام 2006، تمّ مسح ما يزيد عن مليونَي متر مربع من الحقول المشتبه بتلوّثها بالألغام، وإزالة أكثر من 20 ألف لغم أرضي وأنواع مختلفة من الذخائر غير المنفجرة، إلى جانب تنفيذ المهمات وتسيير الدوريات ضمن قطاع المسؤولية. وبالإضافة إلى المساعدات التي قُدّمت خلال جائحة كورونا، أُرسل أطباء بشكلٍ منتظم لإجراء الفحوصات الطبية في مختلف القرى، وقُدّمت الاستشارات الطبية المجانية والمساعدات لأكثر من 60 ألف شخص من المقيمين. كما تمّ منح أكثر من 200 قطعة من المعدات الطبية، ولوازم مدرسية للمدارس المحيطة، وتأمين بعض الحاجيات الضرورية للقرى، وتأهيل نحو 320 كيلومترًا من الطرقات، الأمر الذي كان محط ثناء كبير من قبل السكان المحليين.
بعد انفجار مرفأ بيروت في العام 2020، توجّه عناصر قوة حفظ السلام الصينية إلى المرفأ للمشاركة بمهمات البحث والإنقاذ بعد هذه الكارثة، كما أسهموا في إزالة الأنقاض في بقعة المرفأ ومبنى وزارة الخارجية اللبنانية والشوارع العامة المحيطة، وقد أشاد اللبنانيون بهم مقدّرين الجهود الكبيرة التي بذلوها.
منذ وصول الدفعة الثانية والعشرين من قوة حفظ السلام الصينية إلى لبنان في كانون الأول من العام الماضي، قام أفرادها بأداء واجباتهم على أكمل وجه، بغضّ النظر عن الصعوبات والمخاطر. فقد قدّموا المساعدات، وقاموا بترميم عدد من الأبنية المدرسية وتأهيلها، وافتتحوا صفوفًا لتعليم اللغة الصينية والكونغ فو الصيني في المدارس المحلية. كما شملت مبادراتهم إقامة نشاطات ثقافية تقليدية مع المعلمين والطلاب، ودعوة السكان المحليين للمشاركة في أنشطة مختلفة، مثل الاحتفال بعيد الربيع ومهرجان المأكولات الصينية، ما عزّز الصداقة والثقة المتبادلة بين الجانبَين، وأثبت وفاء قوات حفظ السلام الصينية بوعدها الرسمي المتمثل بـ «الوفاء للمهمة بإخلاص، والحفاظ على السلام العالمي» من خلال الجهود المبذولة على أرض الواقع.
لقد اقترب موعد نهاية مهمتي في لبنان، وأودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأتقدّم بجزيل الشكر للجيش اللبناني على رعايته ومساعدته لي على مدى السنوات الستّ الماضية. فبفضل الجهود المشتركة من قبل الجانبَين، تستمر العلاقة بين الجيشَين الصيني واللبناني، لتصبح أكثر صلابة وتطورًا وعمقًا…»