- En
- Fr
- عربي
إقتصاد ومال
قطاع الأزهار والشتول في لبنان
إنتاج يغطّي حاجة السوق وتطلّع الى دعم يطلق التصدير
تحتل الأزهار والشتول مساحات مهمة في حياتنا، فهي تلازم مناسباتنا المختلفة، تنقل رسائلنا، وتنشر من حولنا البهجة والعذوبة.
داخل المنازل وعلى الشرفات كما في الحدائق، تتولى الأزهار والنباتات التزيينية مهمة تلوين حياة الإنسان، وتمدّ من حوله جمالات يفتقدها بشدة خصوصاً إذا كان من سكان المدن.
3 في المئة من اليد العاملة في لبنان تعمل في قطاع الأزهار والشتول الذي يغطّي إنتاجه حاجة السوق المحلية، ويصدّر بنسبة 20 في المئة، غير أن العاملين في هذا القطاع تعترضهم معوقات كثيرة تحرمهم بهجة جمال يخرج من أياديهم وأراضيهم.
إضاءة على واقع أحد قطاعاتنا الزراعية في لقاء مع السيد جوزف أبو زيد نقيب مزارعي الأزهار والشتول.
إنتاج يلبي حاجة السوق اللبناني
السيد جوزف أبو زيد قال بداية «إن لبنان يستورد المواد الأولية لإنتاج الأزهار والشتول (كالبذور والبصل) من هولندا ومؤخراً من أميركا، بسبب ارتفاع سعر صرف اليورو. من الأصناف التي نستورد مواد أولية لإنتاجها: الجيربيرا، القرنفل، الورد، التوليب، الكريزنتام، الغلايول، شمّ النسيم، عصفور الجنة، جيب صوفيل، وسواها».
وأوضح أن «البذور المستوردة هي من نوع هايبرد ف 1 - ف 2 - ف 3 (Hiperde F1 - F2 - F3) أو البذور المهجّنة العالية الجودة والتي تنتج كميات كبيرة وأصنافاً جديدة (التوليب الأسود مثلاً)».
وأضاف: يشمل الإنتاج اللبناني أزهاراً وشتولاً منها: الدفلى، الروماران (إكليل الجبل)، الجيرانيوم، القرنفل على أنواعه، الكريزنتام، بوغانفيليا (المجنونة)، الفل والياسمين والغاردينيا، الى شتول الأرز والصنوبر والخرنوب والشوح والسرو (على أنواعه) والشربين والدلب والغار والصفصاف والكينا...
• هل يستطيع هذا القطاع تلبية متطلبات السوق المحلي وحاجاته، وما هي نسبة الإستيراد؟
- بالطبع يغطّي هذا الإنتاج حاجات السوق المحلي ومتطلباته، وبإمكاننا تصدير بعض الأنواع كالفل والغاردينيا والفيكوس، وغيرها، الى بعض الدول العربية مثل دبي، الكويت، السعودية والعراق، ولكن نسبة التصدير لا تتعدى الـ20 في المئة من قيمة الإنتاج.
ويمكننا القول إن نسبة الإستيراد توازي نسبة التصدير. والإستيراد (خارج إطار البذور) يشمل الشتول التي يفوق عمرها السنتين وما فوق، كالخوخ الأحمر (بروتوس بيساري) والشربين الأخضر (كيوبرسيس ليلاندي)، وهذه الشتلة مطلوبة جداً، وتزرع من الساحل الى الجبل. وكذلك هناك أصناف أخرى كالأيسر، وهي شتلة باهظة الثمن (ثلاثة آلاف دولار)، يبلغ طولها نحو المتر ونصف وعرضها المتر الواحد، وكذلك شتلة الهوفورا، وهي عبارة عن عصا برية تطعّم، ومن ثم تتدلى الى الأسفل وتزهر كعنقود العنب باللونين البنفسجي والأبيض، إضافة الى شتول الأوركيدي، الأزاليه، الكاميليا... فهذه الشتول الثلاث الأخيرة من الصعب جداً إنتاجها في لبنان، نظراً الى حساسيتها ودقة نموّها، فهي تحتاج الى خصوصية في الزرع وفي التنمية، داخل خيم متخصّصة ومزوّدة أجهزة كمبيوتر للحفاظ على مناخ ثابت، علماً أن سعر المتر الواحد لهكذا خيمة يبلغ 50 دولاراً أميركياً، وهذه كلفة تتخطّى قدرات مزارعي القطاع في لبنان.
وأضاف قائلاً: «إن إنتاج الأزهار والشتول في الصيف يفوق حاجة السوق، على الرغم من ازدياد الطلب بفضل المناسبات والأعراس، أما في فصل الشتاء فإننا نحتاج الى استيراد الأزهار، ولا سيما في مواسم الأعياد كعيد العشاق مثلاً. لذلك نحن بحاجة الى دعم الدولة، من أجل تأمين قطعة أرض لإنشاء معرض دائم للشتول والأزهار، يساهم في تعزيز قدرات التصدير، ويساعد صغار المزارعين على تصريف إنتاجهم.
كما أن المنافسة في الدول المجاورة للبنان تساهم في تقليص قدرتنا على الحد من التصدير نظراً الى الدعم الذي تقدّمه هذه الدول الى مزارعيها في هذا القطاع، ما يخفّض كلفة الإنتاج خصوصاً أن كلفة اليد العاملة لديهم أقل».
وأوضح في إطار آخر، أنّه «تمّ الإتصال بوزارتي الزراعة والبيئة، بغية تقديم المساعدة والمساهمة في إعادة تشجير المساحات المحروقة، ولكن الجواب كان سلبياً، بحجة عدم توافر الأموال».
مشاكل
• ما هي المشاكل التي يعانيها هذا القطاع؟
- المشاكل عديدة ومنها كلفة الإنتاج، غلاء الأدوية والبذور والأسمدة، والنايلون واليد العاملة، إضافة الى النقص في المختبرات لإنتاج البذور والشتول الجديدة. وهناك مسألة إرتفاع أسعار الأراضي الزراعية وتقلّبها، إضافة الى ندرتها، باعتبار أن الأراضي غير مصنّفة في بعض المناطق، وبالتالي يمكن إنشاء مبنى على أية قطعة أرض، وفقاً لمصالح معيّنة. يضاف الى ذلك عدم توافر المياه الكافية للري، وصعوبة تأمين تأشيرات العمال الأجانب، وتكبدهم الضرائب على الإقامة وإجازة العمل. فكلفة العمال الأجانب مرتفعة، مقارنة بالدول المجاورة، علماً أنه لا يوجد عمال زراعيون لبنانيون في لبنان».
• ماذا يشكّل حجم هذا القطاع بالنسبة الى الإقتصاد الوطني العام؟
- في حال تمّ دعم هذا القطاع، فإنه يدعم بدوره الإقتصاد الوطني العام بنسبة 5 في المئة، علماً أن 3 في المئة من اليد العاملة اللبنانية، تعيش من قطاع الأزهار، الذي يأتي في المرتبة الثالثة بعد الخضار والفواكه. ولأنّ قدرات النقابة على دعم المزارعين محدودة جداً، بدأ عدد أعضائها يتناقص من 140 الى 90 عضواً، وإننا نسعى اليوم الى تأمين الضمان الصحي للأعضاء، ونساهم في تأمين القروض من المصارف عبر كفالات.
وأشار الى «أن الأرباح التي يجنيها المزارع خلال المواسم، قد تقضي عليها إحدى الكوارث الطبيعية، وما أكثرها في هذه الفترة: إرتفاع الحرارة والبرد القارس»...
• هل تلقّى قطاع الأزهار أي دعم من الهيئة العليا للإغاثة بعد أية كارثة طبيعية؟
- لم يتلقَ هذا القطاع أية تعويضات على الإطلاق، فمثلاً قدّرنا خسائر حرب تموز وأرسلناها الى وزارة الزراعة، وما زالت لغاية اليوم في أدراجها.
معرض الشتول والأزهار
• ما هو الهدف من تنظيم معرض الشتول والأزهار السنوي؟
- للسنة التاسعة على التوالي، تنظّم النقابة معرض الشتول والأزهار في أول الربيع (قبل عيد الأم بأسبوع)، موسم تزيين الشرفات والمداخل.
يستمر المعرض طيلة موسم الربيع، وهو يضم إنتاج المزارعين من أجود أنواع الشتول، وبأسعار جيدة ومدروسة. ويقدّم المعرض الإستشارة المجانية للزبائن، ويقوم بعدة نشاطات منها إستقبال طلاب المدارس وتلقينهم أصول زرع الأزهار. أما حركـة الإقبـال عليـه فهي جيـدة، وتتطـوّر سنوياً بنسب عالية.
ختاماً، طالب أبو زيد بدعم هذا القطاع وتعزيزه مطالباً الدولة بتخصيص قطعة أرض لإقامة معرض دائم، يساهم في تصريف إنتاج المزارعين، خصوصاً ذوي الإنتاج المتواضع.
كما طالب بتخفيض كلفة الأدوية الزراعية وإنشاء مختبر لإنتاج بذور الشتول، وإبرام العقود مع أصحاب المشاتل.
تصوير: راشيل تابت